• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

منتهى محسن

New member
إنضم
8 سبتمبر 2007
المشاركات
199
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
**
الأمل​
**
أرسلت سُرى خطواتها بثبات وعزم مشوب بالحزن وقد ارتدت حلة الجامعة فغدت كطائر يسافر عبر المدى إلى فضاءات خارج حدود الرؤيا
أول يوم في الحرم الجامعي تسبقه دوما ليلة قلقة وأفكار تتزاحم في مدارات الترقب والانتظار ولحظات تتأرجح بين السكينة والغضب
تلفتت سرى يمينا ويسار كان الصباح ضاجا بصخب المارة وزعيق العجلات ومكتظا كعادته أول الصباح إلى درجة انه لا يكترث بأحلام قد تضطهد وتستباح من رحم الزمان قبل أن تولد
تأبطت كراريسها بغبطة لامثيل لها فسابقت أقدامها الرياح كأنها تطير من فرط الفرح ، وارتقت الحافلة والأمنيات تأخذها سريعا للحظات قريبة قادمة عند أحضان الجامعة والأمل المنشود يعصف مع خطواتها الواثقة وهي تلقيها بلحن التحدي والمواصلة
لحظات مستلة تسرقها عنوة لتسافر بمخيلتها إلى حيث زمن ليس ببعيد حالما طاف وجه أخيها ( نوفل ) بسحنته السمراء وتباشيره العذبة وهو يمازحها عشية أخر ليلة قائلا لها :( كم أنت عنيدة اتركي الدراسة وهمها فالبنت أولا وأخرا نصيب بيت زوجها )
فما كان منها حينها إلا أن تطلق عليه صنبور الماء فهرع مهرولا ضاحكا وهو يردد : (كفى لن أمازحك بعد ألان عزيزتي سرى وعذرا للمقاطعة )
لم تشعر كيف تساقطت دمعة مباغتة على وجنتيها حالما تذكرت لحظة ما سقط أخيها صريعا إثر رصاصة غادرة سرقت منه سنينه وطموحه ومزاحه المحبب ، وسرعان ما كفكفت دموعها التي تواترت دون رغبة حالما أحست بان الأنظار تترقبها فأدارت وجهها صوب النافذة المشرعة ، وقد أخذها الهواء المنعش بعيدا حيث ظلال بسمة باقية رغم كل الألم والأنين إذ داهمها هذه المرة صوت أخيها الأكبر (ميثم ) كان ميثم هو الأخر مفعم بالطيبة والنبل ذو أخلاق عالية مستقيم في حركاته والسكنات مواظب على صلواته وساعات الابتهال ، كان صوته ينسل بروية وهدوء إلى مكامن كل إنسان يلتقي به ليجتاح المساحات ويتمكن بيسر وشفافية من الأخذ بمجامع القلوب ، صمتت لحظة وقد حطت ابتسامة على محياها وهي تسترجع كلماته وهو يحدثها : ( أنا معك اخية لا تكترثي اعلمي باني سعيد لأجلك وأنت تزهين بملابس الجامعة كالملائكة.... ولا تنسي عندما تصلين للجامعة اقتطعي وردة وارمي بأوراقها في الهواء ورددي مع كل ورقة أمنية ستجدين بعد انقضاء الأوراق بان جوارحك قد اعتمرت بنفس وأمل جديد يدب تدريجيا الى روحك النقية ) قال هذا وأساريره المفعمة بشذرات الإيمان والتقوى تشد من عزمها وبهذا الهمس الشجي أوصدت الباب خلفها وقد تملكها لفيف من السكينة والرضا .....
ما زالت الحافلة تتأرجح بركابها وما زالت سرى تسافر بمخيلتها وما هي سوى لحظات إذ لاحت بناية الجامعة بذلك الشموخ والالق وكأنها ترسل بطاقات الدعوة والترحيب وتكشر باسمة وهي تستقبل الطلبة الجدد ،عندها غادرت وقفات ذاكرتها المتذبذبة بين الفرح والحزن وهبطت من الحافلة ورجلاها تسوق لها موعد ساخن مرتقب ومفاجأة مضنية
وراحت خطواتها تعرج نحو الجامعة وقلبها يخفق بشدة وكأنها تتنبأ بما اعد سلفا من قبل زمرة نتنة وعند الرواق بترت الأحلام كما تطايرت الأجساد وتناثرث في الأفق تنشج نشيد الدم المراق بلا استئذان وغيبت الشمس في وضح النهار وقد اصطبغت باللون الأحمر القان
وتعالى صراخ الكبرياء ودوى لحن الفداء بانفجار سمر الأحداق وأرعب القلوب لم يتسنى في الأخير لها أن تحظى بأنفاس تلك اللحظة المرتقبة أو أن تلتقط أوراق تلك الوردة وتنثر أمنياتها على أدراج الوجع واللوعة لكنها في الأخير قدمت أحدى رجليها قربان وهي تعنون للتضحية معنى جديد مؤطرا بالبتر حد الركب في بلد يخضب يوميا بالدماء
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

ا


اخيه
قصة رائعه
جميل ما كتبتيه

اصمت بين كلماتك


تحياتي
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

اي قلم تملكين يا فيافي كربلاء
لحروف قلمك لحن خاص يعزف على قيثارة قلبي
قد لا تكفي كلماتي لوصف روعة ما كتبت
و لكن اعلمي بأن قلمك رائع رائع رائع
سأكون دوماً هنا لأتمتع بعبير زهورك المنثور هنا
دمت كاتبه متميزة
تقبلي مروري اخيتي

تحياتي
حنين
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

السلام عليكم


رائعه .. بالرغم من الحزن والألم ..
في خطوات نحو الأمل الذي حتى ولو اكتمل مع الحلم يبقى مجروح


سلمت يداكِ اخيتي منتهى محسن ..
ولا حرمنا الله من روائعكِ القادمة ..



تحياتي،،
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

الاخ او الاخت حنين الروح
السلام عليكم
قلمي تغمس عنوة باحزان بلدي وتجانس تماما مع همومه التي لاتوصف ولا حتى تروى الا وهي مفعمة بالحزن والاسى
شكرا على المرور الكريم والكلمات المعبرة
بالمناسبة انا لست الاخت فيافي كربلاء بل انا منتهى محسن
ارق التحيات واعذبها
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

الاخ او الاخت حنين الروح
السلام عليكم
قلمي تغمس عنوة باحزان بلدي وتجانس تماما مع همومه التي لاتوصف ولا حتى تروى الا وهي مفعمة بالحزن والاسى
شكرا على المرور الكريم والكلمات المعبرة
بالمناسبة انا لست الاخت فيافي كربلاء بل انا منتهى محسن
ارق التحيات واعذبها

عذراً اختي منتهى حسن اخطأت عيناي النظر
السموحة منك
الشكر لك لحروفك العذبة


تحياتي
حنين
 
رد: قصة قصيرة بعنوان ((الامل))

كلمات رائعة اخيتي منتهى محسن

دمت موفقة

تحياتي
 
عودة
أعلى