• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

حسرة واحباط

حسان داني

New member
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
205
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المغرب
الى اعماقه واعتراه خوف انساه كيفية الاعتراض او حتى ان ينطق بكلمة ، لم يفهم سر هذا التحجر في حقه ، ود ان يستفسر منه لكن نظراته حجزتا عزمه وفقد القدرة على التماسك . من المعتاد ان يكون الباب مفتوحا على مصراعيه ، ولا يجدر ان يبقى موصودا في هذا اليوم بالذات ، فهو مركز رسمي، وبه ستلبى مطالب المتضررين في اجلها المحدد وهو نفس اليوم ، ترى ما الامر، وقف احمد امام مقر الاجتماعات القروية قليلا ، نظر حوله يمنة و يسرة ، فطرق الباب ، لكن لم يجبه احد، اعاد مرة اخرى ،و لا احد سمعه ،هل يعود ادراجه ، ام ينتظر قليلا ، رائحة سجائر وعطر نساء فواح يلفحان انفه ، ثم جلبة اقدام وهمسات غير مسموعة بشكل واضح آتية من الداخل ، خطا راجعا الى حيث اتى وعلى مسافة قريبة ، سمع دقات على الباب انفتح في حينه ، التفت وراءه مرتدا عن اتجاهه يستحث أقدامه للاسراع ، لعله يدرك ذلك الرجل الذي لم يعرف علاقته بالامر لانه غير متضر ر ما عدا انه احد اثرياء القرية ، وقد ابتسم له الحارس بلباقة وبحركة غريبة شد الر جل على يديه يصافحه ثانية ، فأشار له بالذخول ، لا شك انه سيقتدي بتصرف الرجل لعله يرق ويسمح له بالدخول، لكن المرأة كانت السباقة دنت بوجهها الى الحارس ومال بيده ربما ليضعه حاجز كي لا تلتصق به، ثم ولجت الى الداخل ، استغرب الأمر ، ثم تدارك نفسه وهو يبتسم للحارس الذي تقطبت حروف وجهه حال رأيته، كأنه يتأفف من وجوده، مد أحمد يده للمصافحة فتجاهله بطلب البطاقة التعريفية ، تصفحها لبرهة واختلس نظرة الى محيا الشاب فابتسم له الاخير ،فأعادها اليه قائلا ( سير تسنى) وعيناه لا تفارقانه تكيلان له التفرس العميق، كانه ينظر الى متهم على وشك ان يوبخه ، احس بنظراته تنفدان
انتظر قليلا مدة حتى خرجوا ، فعاد ليسأل ، لكنه تأخرقليلا حسب ما اخبره احد المتضررين ، فقد دونت اسماء الذين سيستفيدون مع دفع ربع ثمن المنزل كنخفيض مجاني للمتضررين ، لكن ما رآه اثار استغرابه فالمتصررين لا يوجد منهم سوى القليل بينما الذين وفقهم الحظ هم من ميسوري القرية وبعض اثريائها ، اختلط عليه الشعور بالخوف والحسرة من ضياع امله الذي توسمه في وعد المسؤول ، بتعويض قد ينسيه الم مصابه ، اليس هو احد المتضررين من الفيضان الأهوج ،لماذا لم يسمح له بالدخول ، لما تصرف معه بتلك الطريقة ، دخل على امه وأخته اللتين تنتظرانه ، وهو المعيل الوحيد لهما ، كادت الاولى ان تسأله، لكن تعابير وجهه تنمان عن جوابه وكافية للرد عن اي تساؤل آخر ، ربتت على كتفه مرددة ( صبر يا ولدي دابا ربي يفرج) أرخى برأسه فوق كتفهاو يدرعها ،يرمي ثقل احباطه عليها، وانضمت اليهما اخته، لتقاسمهما الحمل الثقيل ولو بالاحساس ، بيته قد دمر عن آخره ، بعد مباغتة الفيضان الغاشم لم يتبقى لهم الا غرفة كانت في جانب مرتفع شيئا ما ، اخذ معه الاثات والافرشة ولم يترك لهم الا ما اكتست به اجسادهم وبعض الثياب لامه واخته في الغرفة الناجية ، لحسن الحظ آوتهم احدى العائلات المجاورة لهم ببضع أمتار سلم بيتهم من طيش الفيضان ، لم يستفيدوا الا في فتات المعونات المستعجلة بما تحتويه من اغذية يومية لهم ، ولم تسلم بدورها من الغش ، بعدما قسمت على الشكل التالي ، كيس دقيق لكل عائلتين وقنينة زيت لكل واحدة مع اكيال من القطاني وبعض الضروريات الغير كافية، وبطانيات لا تقي حتى من برد الخريف،
ولكن حتى القسمة الهزيلة طالتها ايادي التلاعب واستغل المسيرين مهامهم للاستفادة منها ، واما وعد
تسهيل الضروف للحصول على سكن لائق للمتضررين بعد مدة طويلة من بدأ المشروع وعندما تمضي ثلاثة اشهر من الآن، فقد انحت بدورها الى نفس السياق وذلك ما يدل عليه طرده بشكل غير معلن ، فكما اخبره احدهم فالنقود تجلب النقود ومن يحافظ على اصول القاعدة لن يخيب سعيه ، ومن اراد مصلحته عليه ان يشتريها ، فطن في الأخير للسبب الذي ادى بالحارس أن يتصرف معه على دلك النحو ، وفهم ايضا ابتسامته للرجل والمرأة ، يالي من غبي ، يغتاض لأسفه، ليته عرف قبل ان تفلت هذه الفرصة النادرة بين يديه ، اما الآن فعليه أن يرضخ للأمر الواقع ويهتم بأمه وأخته فلا احد يهتم لامرهم ، ولا يعرف متى سيتخلص من ثقل التحاذل الذي يقيد حركته في الاعتراض او قول كلمة لا للحيف الذي يمارس في حقه.
 
رد: حسرة واحباط

السلام عليكم




صورة مؤلمه ..
لطالما تتكرر .. وان اختلفت الظروف ..

سلمت يداك اخي حسان داني
على هذا السرد الجميل بالرغم
من الحزن الذي تخلله ..


ولا حرمنا الله من قادمك




تحياتي،
 
رد: حسرة واحباط

الى اعماقه واعتراه خوف انساه كيفية الاعتراض او حتى ان ينطق بكلمة ، لم يفهم سر هذا التحجر في حقه ، ود ان يستفسر منه لكن نظراته حجزتا عزمه وفقد القدرة على التماسك . من المعتاد ان يكون الباب مفتوحا على مصراعيه ، ولا يجدر ان يبقى موصودا في هذا اليوم بالذات ، فهو مركز رسمي، وبه ستلبى مطالب المتضررين في اجلها المحدد وهو نفس اليوم ، ترى ما الامر، وقف احمد امام مقر الاجتماعات القروية قليلا ، نظر حوله يمنة و يسرة ، فطرق الباب ، لكن لم يجبه احد، اعاد مرة اخرى ،و لا احد سمعه ،هل يعود ادراجه ، ام ينتظر قليلا ، رائحة سجائر وعطر نساء فواح يلفحان انفه ، ثم جلبة اقدام وهمسات غير مسموعة بشكل واضح آتية من الداخل ، خطا راجعا الى حيث اتى وعلى مسافة قريبة ، سمع دقات على الباب انفتح في حينه ، التفت وراءه مرتدا عن اتجاهه يستحث أقدامه للاسراع ، لعله يدرك ذلك الرجل الذي لم يعرف علاقته بالامر لانه غير متضر ر ما عدا انه احد اثرياء القرية ، وقد ابتسم له الحارس بلباقة وبحركة غريبة شد الر جل على يديه يصافحه ثانية ، فأشار له بالذخول ، لا شك انه سيقتدي بتصرف الرجل لعله يرق ويسمح له بالدخول، لكن المرأة كانت السباقة دنت بوجهها الى الحارس ومال بيده ربما ليضعه حاجز كي لا تلتصق به، ثم ولجت الى الداخل ، استغرب الأمر ، ثم تدارك نفسه وهو يبتسم للحارس الذي تقطبت حروف وجهه حال رأيته، كأنه يتأفف من وجوده، مد أحمد يده للمصافحة فتجاهله بطلب البطاقة التعريفية ، تصفحها لبرهة واختلس نظرة الى محيا الشاب فابتسم له الاخير ،فأعادها اليه قائلا ( سير تسنى) وعيناه لا تفارقانه تكيلان له التفرس العميق، كانه ينظر الى متهم على وشك ان يوبخه ، احس بنظراته تنفدان اليه واثارت نوعا من الفزع في نفسه فابتعد عنه .
وعلى بعد من الرجل مدة تريث حتى خرجوا ، فعاد ليسأل ، لكنه تأخرقليلا حسب ما اخبره احد المتضررين ، فقد دونت اسماء الذين سيستفيدون مع دفع ربع ثمن المنزل كنخفيض مجاني للمتضررين ، لكن ما رآه اثار استغرابه فالمتصررين لا يوجد منهم سوى القليل بينما الذين وفقهم الحظ هم من ميسوري القرية وبعض اثريائها ، اختلط عليه الشعور بالخوف والحسرة من ضياع امله الذي توسمه في وعد المسؤول ، بتعويض قد ينسيه الم مصابه ، اليس هو احد المتضررين من الفيضان الأهوج ،لماذا لم يسمح له بالدخول ، لما تصرف معه بتلك الطريقة ، دخل على امه وأخته اللتين تنتظرانه ، وهو المعيل الوحيد لهما ، كادت الاولى ان تسأله، لكن تعابير وجهه تنمان عن جوابه وكافية للرد عن اي تساؤل آخر ، ربتت على كتفه مرددة ( صبر يا ولدي دابا ربي يفرج) أرخى برأسه فوق كتفهاو يدرعها ،يرمي ثقل احباطه عليها، وانضمت اليهما اخته، لتقاسمهما الحمل الثقيل ولو بالاحساس ، بيته قد دمر عن آخره ، بعد مباغتة الفيضان الغاشم لم يتبقى لهم الا غرفة كانت في جانب مرتفع شيئا ما ، اخذ معه الاثات والافرشة ولم يترك لهم الا ما اكتست به اجسادهم وبعض الثياب لامه واخته في الغرفة الناجية ، لحسن الحظ آوتهم احدى العائلات المجاورة لهم ببضع أمتار سلم بيتهم من طيش الفيضان ، لم يستفيدوا الا في فتات المعونات المستعجلة بما تحتويه من اغذية يومية لهم ، ولم تسلم بدورها من الغش ، بعدما قسمت على الشكل التالي ، كيس دقيق لكل عائلتين وقنينة زيت لكل واحدة مع اكيال من القطاني وبعض الضروريات الغير كافية، وبطانيات لا تقي حتى من برد الخريف،
ولكن حتى القسمة الهزيلة طالتها ايادي التلاعب واستغل المسيرين مهامهم للاستفادة منها ، واما وعد
تسهيل الضروف للحصول على سكن لائق للمتضررين بعد مدة طويلة من بدأ المشروع وعندما تمضي ثلاثة اشهر من الآن، فقد انحت بدورها الى نفس السياق وذلك ما يدل عليه طرده بشكل غير معلن ، فكما اخبره احدهم فالنقود تجلب النقود ومن يحافظ على اصول القاعدة لن يخيب سعيه ، ومن اراد مصلحته عليه ان يشتريها ، فطن في الأخير للسبب الذي ادى بالحارس أن يتصرف معه على دلك النحو ، وفهم ايضا ابتسامته للرجل والمرأة ، يالي من غبي ، يغتاض لأسفه، ليته عرف قبل ان تفلت هذه الفرصة النادرة بين يديه ، اما الآن فعليه أن يرضخ للأمر الواقع ويهتم بأمه وأخته فلا احد يهتم لامرهم ، ولا يعرف متى سيتخلص من ثقل التحاذل الذي يقيد حركته في الاعتراض او قول كلمة لا للحيف الذي يمارس في حقه.
 
رد: حسرة واحباط

السلام عليكم

اخي حسان داني
تواصلٌ رائع

أحسنتَ
لا حرمنا قادمكَ

تحياتي
حنين
 
رد: حسرة واحباط

. من المعتاد ان يكون الباب مفتوحا على مصراعيه ، ولا يجدر ان يبقى موصودا في هذا اليوم بالذات ، فهو مركز رسمي، وبه ستلبى مطالب المتضررين في اجلها المحدد وهو نفس اليوم ، ترى ما الامر، وقف احمد امام مقر الاجتماعات القروية قليلا ، نظر حوله يمنة و يسرة ، فطرق الباب ، لكن لم يجبه احد، اعاد مرة اخرى ،و لا احد سمعه ،هل يعود ادراجه ، ام ينتظر قليلا ، رائحة سجائر وعطر نساء فواح يلفحان انفه ، ثم جلبة اقدام وهمسات غير مسموعة بشكل واضح آتية من الداخل ، خطا راجعا الى حيث اتى وعلى مسافة قريبة ، سمع دقات على الباب انفتح في حينه ، التفت وراءه مرتدا عن اتجاهه يستحث أقدامه للاسراع ، لعله يدرك ذلك الرجل الذي لم يعرف علاقته بالامر لانه غير متضر ر ما عدا انه احد اثرياء القرية ، وقد ابتسم له الحارس بلباقة وبحركة غريبة شد الر جل على يديه يصافحه ثانية ، فأشار له بالذخول ، لا شك انه سيقتدي بتصرف الرجل لعله يرق ويسمح له بالدخول، لكن المرأة كانت السباقة دنت بوجهها الى الحارس ومال بيده ربما ليضعه حاجز كي لا تلتصق به، ثم ولجت الى الداخل ، استغرب الأمر ، ثم تدارك نفسه وهو يبتسم للحارس الذي تقطبت حروف وجهه حال رأيته، كأنه يتأفف من وجوده، مد أحمد يده للمصافحة فتجاهله بطلب البطاقة التعريفية ، تصفحها لبرهة واختلس نظرة الى محيا الشاب فابتسم له الاخير ،فأعادها اليه قائلا ( سير تسنى) وعيناه لا تفارقانه تكيلان له التفرس العميق، كانه ينظر الى متهم على وشك ان يوبخه ، احس بنظراته تنفدان
انتظر قليلا مدة حتى خرجوا ، فعاد ليسأل ، لكنه تأخرقليلا حسب ما اخبره احد المتضررين ، فقد دونت اسماء الذين سيستفيدون مع دفع ربع ثمن المنزل كنخفيض مجاني للمتضررين ، لكن ما رآه اثار استغرابه فالمتصررين لا يوجد منهم سوى القليل بينما الذين وفقهم الحظ هم من ميسوري القرية وبعض اثريائها ، اختلط عليه الشعور بالخوف والحسرة من ضياع امله الذي توسمه في وعد المسؤول ، بتعويض قد ينسيه الم مصابه ، اليس هو احد المتضررين من الفيضان الأهوج ،لماذا لم يسمح له بالدخول ، لما تصرف معه بتلك الطريقة ، دخل على امه وأخته اللتين تنتظرانه ، وهو المعيل الوحيد لهما ، كادت الاولى ان تسأله، لكن تعابير وجهه تنمان عن جوابه وكافية للرد عن اي تساؤل آخر ، ربتت على كتفه مرددة ( صبر يا ولدي دابا ربي يفرج) أرخى برأسه فوق كتفهاو يدرعها ،يرمي ثقل احباطه عليها، وانضمت اليهما اخته، لتقاسمهما الحمل الثقيل ولو بالاحساس ، بيته قد دمر عن آخره ، بعد مباغتة الفيضان الغاشم لم يتبقى لهم الا غرفة كانت في جانب مرتفع شيئا ما ، اخذ معه الاثات والافرشة ولم يترك لهم الا ما اكتست به اجسادهم وبعض الثياب لامه واخته في الغرفة الناجية ، لحسن الحظ آوتهم احدى العائلات المجاورة لهم ببضع أمتار سلم بيتهم من طيش الفيضان ، لم يستفيدوا الا في فتات المعونات المستعجلة بما تحتويه من اغذية يومية لهم ، ولم تسلم بدورها من الغش ، بعدما قسمت على الشكل التالي ، كيس دقيق لكل عائلتين وقنينة زيت لكل واحدة مع اكيال من القطاني وبعض الضروريات الغير كافية، وبطانيات لا تقي حتى من برد الخريف،
ولكن حتى القسمة الهزيلة طالتها ايادي التلاعب واستغل المسيرين مهامهم للاستفادة منها ، واما وعد
تسهيل الضروف للحصول على سكن لائق للمتضررين بعد مدة طويلة من بدأ المشروع وعندما تمضي ثلاثة اشهر من الآن، فقد انحت بدورها الى نفس السياق وذلك ما يدل عليه طرده بشكل غير معلن ، فكما اخبره احدهم فالنقود تجلب النقود ومن يحافظ على اصول القاعدة لن يخيب سعيه ، ومن اراد مصلحته عليه ان يشتريها ، فطن في الأخير للسبب الذي ادى بالحارس أن يتصرف معه على دلك النحو ، وفهم ايضا ابتسامته للرجل والمرأة ، يالي من غبي ، يغتاض لأسفه، ليته عرف قبل ان تفلت هذه الفرصة النادرة بين يديه ، اما الآن فعليه أن يرضخ للأمر الواقع ويهتم بأمه وأخته فلا احد يهتم لامرهم ، ولا يعرف متى سيتخلص من ثقل التحاذل الذي يقيد حركته في الاعتراض او قول كلمة لا للحيف الذي يمارس في حقه.
 
رد: حسرة واحباط

شكرا اشراقة على مروك الجميل وتعقيبك التحليلي ولو باحتصار فهو لمحة مصغرة عن الألم الذي يعتري النفس عندما يطالها الحيف والتميش
 
رد: حسرة واحباط

مشكورة جدا على تدخلك المعتاد والموسوم فيك اختي حنين واود ان تشاركي ولو بقليل من الكلمات لتقييم جوهر الموضوع
تحياتي اليك
 
رد: حسرة واحباط

قصه محزنه
سلمت يداك على السرد
الجميل
ولاحرمنامن قادمك




مـــــ تحيااااتي ــــــع
 
عودة
أعلى