• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

أول قصة كتبتها :)

رد: أول قصة كتبتها :)

أشكرك أختي على المتابعة.. كما أشكر الإعضاء جميعا على القراءة..

ولكم جزء جديد.. أتمنى ان تعجبكم..

كانت تفكر فيه ومازالت أيضاً، وفاء الموظفة الناجحة التي صعدت سلم النجاح بفضل اجتهادها في الحياة، ووالداها الفخوران بها جدا.. هكذا تكون للإنسان كينونة ذو قيمة سامية.. عندما يكون الإنسان ناجحا في الحياة.. تكون له قيمة على الصعيد الأسري والاجتماعي في الدولة نفسها، تحيط بها كل كلمات الإعجاب والتقدير، على هذا الجهد المبذول الذي يرفع المجتمع إلى المحطات التي يصبوا إليها الناجحون، حقا (وفاء).. ولكنها متوترة بعض الشيء ومرتبكة من هذا (طارق).. هل هو نكره فعلا..؟ لا أعلم ما الذي يحصل عندما أراه يتكهرب جسمي من هيئته.. أصبح فوق الإحساس.. أفرح بخوف.. وبصمت محبب.. لا أعلم لماذا؟؟!! هو إنسان غامض.. فيه الحزن الجاثم .. ووجهه الغائم.. وشكله المقلوب.. لا لا..
تتلاعب الهواجس بها؛ تارة ترفعها للسماء وتارة ترميها إلى أسفل الهاوية.. تتضارب الخلجات فيما بينها.. طارق ووفاء (هما تناقض صارخ، ونقيض لا حد له)..
تهندم طارق في بدله رجل الأعمال، وأنطلق إلى موعده المنشود، نظر طارق فور وصولة إلى موظفة الاستقبال، يسألها عن موعده.. ولكنه تلعثم في كلامه.. من شدة النظرة التي أصابته منها.. أجال بوجهه ناحية الباب ودخل بخطوات ثقيلة بعض الشيء..
- أهلا.. أهلا بالعزيز..
- أهلا..
- كيف أحوالك اليوم يا طارق؟
- على مايرام.. (متصبرا على مضض)
بتطلع في وجهه بنظرة فاحصة..
- ما الذي حل بك يا طارق؟! لونك شاحب، وأنفاسك لاهثة!!
- لا .. لا تهم نفسك بيّ..
- والعشرة يا طارق.. الخبز والملح؟
- .. تعبان فقط لا أكثر.. ومتوتر قليلاً..
- لا عليك، لا عليك.. ضغط على زر من الهاتف الذي بجانبه وطلب العصير..
- شكرا لك ..
- المهم.. لقد وجدت لك وظيفة..
بانت أساريره مُغاتبطاً..
- حقاً.!؟
- نعم.. ووظيفتك ان تكتب الرسائل على الآلة الطابعة.. وبعض التقارير التي تصدرها الشركة، ومسماك الوظيفي (مساعد أداري).
- جيد.
- هيا قم معي في جولة.. لأعرفك على زملائك في العمل.. وأريك مكتبك أيضاً.
- أنت وذلك.

بدأ ماهر بتعريفه جوانب الوظيفة وماهية وجوده اليومي المنتظم للعمل المتتابع، كما عرفه على زملائه في العمل، ولكنه نسي أن يعرفه على سكرتيرته النشطة.. ظن طارق إن الموضوع (علاقة وطيدة) بينهما.. وخاصتاً بكونها سكرتيرته، فرفض التدخل حتى في معرفة أسمها.. تسلم طارق الوظيفة على مكتبة الخشبي، وبجنبه رجلان دمثان، استراحت نفسه منهما، فهما لا يتكلمان إلى مع بعضهما، وهو لا يريد إلا الصمت.. هو بطبيعته أخرس اللسان.. لا يحب أن يتكلم مع الناس، فقد أصبح طموراً، حتى عندما يفرح أو يغضب.. عندما يبكي ويتألم .. لا يشكي لأحد عدا أمه.. كأنه طفل يشكي ويبكي بجانبها فقط.. ولكن عندما وكله المدير بقيام أعمالة المترتبة عليه فإنه يجيدها بأحسن صورة.. ويكتبها بأفضل العبارات، أنه اليوم الأول للعمل، ويجب عليه إبراز كل ما لديه من مهارة، يجب أن يبصم بطابع خاص ذو جودة وكفاءة جديرة بالذكر.. عند انتهاء وقت العمل، لملم طارق حاجياته البسيطة وهب للمغادرة.. لكنه تفاجأ بوقوف وفاء بجانب مكتبة، وابتسمت له للتحية..
- أهلا ومرحبا، بالموظف الجديد..
- أهلا.. (بدا متوترا)
- مدت يدها لتسلم عليه.. تردد بعض الشيء ولكنه مد يده ليرد السلام ..
- أنا وفاء سكرتيرة المدير العام.. والأخ؟ (مُشيرتاً إليه)
- أنا.. طارق..

تفرست في وجهه الغائم، لتبحث عن أسئلة، لتطيل اللقاء، ولكن عبثا منها.. لم تستطع؛ فمحياه تمحي كل الأسئلة، نظراته الباردة الشاردة.. تجعلها تائهة في وسط زخم الذهول والضياع.. أنسحب طارق من مكتبه ليعود إلى البيت، حيث أمه قلقة عليه هناك.. لما رأته يهم بالخروج أردفت بالقول متسائلة على وجه السرعة:
- أين تسكن يا طارق؟
أستصعب السؤال.. للوهلة الأولى، ولكنه أردف:
- في الحي القديم..
مثلت دور المتعجبة والمتصادفة..
- حقا..!؟ وأنا أيضا..
هز برأسه ورحل.. ارتسمت على محياها البسمة المتأكدة من شكوكها، لقد تيقنت أخيرا بأنه هو الذي دخل ذلك البيت عندما رأيته.. نعم هذا هو.. نظرت إلى مكانه الخالي.. ورحلت..

***
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم



رائع ما خطتهُ اناملك

استمر ونحن معك



تحياتي
 
رد: أول قصة كتبتها :)

مساء الخير.. يا طول الغياب وياكم.. ولكن في النهاية ألتقي.. أعتذر ..

دخل إلى البيت فاستقبلته أمه بالزغاريد..
- أهلا وسهلا، بالعريس.. أنظر إلى نفسك بهذه البذلة الأنيقة..
ابتسم فرحا وأردف:
- نعم .. تنقصني العروس فقط..
غصت القهقهة للحظة، فسرعان ما ارتسم الحزن على المكان..
- كم أتمنى أن أراك عريساً يا ولدي.. فرحك لن أراه يكتمل.. (تلمع الدمعة الصغيرة في عينيها)
- أماه .. أرجوك لا تنبشي في جروح قديمة.. أنا عزمي على الزواج قد تبدد، وأحلامي رحلت.. تذروها الرياح..
- لا تقل هذا.. لا بد أن يأتي اليوم الذي أفرح فيه.. اليوم الذي أراك فيه عريساً، إن شاء الله.. توقفت هنيئة ثم أكلمت بسؤالها:
- هل أنت جائع يا حبيبي.. لحظة فقط، سأعد الطعام..
- لا تتعبي نفسك، فأنا شبعان..

شعبان هم حتى فاضت روحه للنثغ.. ذهب إلى غرفته حانقا يطوي الهموم .. مع كل خطوة يخطوها .. أرتمى فوق سريرة تعباً من يوم مرهق.. بفكر في العمل، تطير في ذاكرته تلك الموظفة .. ولكن سرعان ما يسلم نفسة لسطان النوم.. تبدأ الصور تتحرك في مخيلته، كالسحاب الرمادي في بداية ليلة رطبة، ينزل ندى حار من السماء على جسمه النحيل، فيتخلل إلى عظمة حتى الألم .. تتظارب الكوابيس في رأسه مثل العذاب المستساغ بمر.. فيستفيق من كوابيسه مذعورا، لهاثة المتصاعد وعرقه النازل، أستفز جسمه المتعب.. فقام من مضجعه في الهادل المدلهم ليجلس بقله على كرسيه الخشبي.. كان والده يجلس عليه للدراسة والمثابرة.. لم يرمي طارق بهذا الكرسي القديم، يصدر منه صريراً محبب كلما تحرك به طارق، يتذكر في مخيلته والده العزيز.. وهو منكب على الكتب وفي يده القلم وبعض الأوراق المتناثرة هنا وهناك.. يتفكر في قسمات والدة بحزن مُغبر.. بينما عيناه المتسمرتين، تنظر إلى نقطة ما في إحدى زوايا الغرفة الحالكة .. يسبر غور تفكيره الي يخترق الجدار إلى مسافات بعيدة.. إلى عوالم لا تمت لدنيا بصلة.. إلى النجوم الخافتة, إلى القمر العرجوني القديم منذ بدأ الخليقة .. "الله يرحمك يا والدي".
يزفر من نوء التعب المضني تاركا للذكرى مساحات تملؤها الحنين.. طارت فجأة في رأسه بسمة تلك الموظفة وفاء.. لا أعلم لماذا كل هذا الزخم الهادر في عينيها.. آواه من اهتمامها في شخصيته، فهو ليس إلا محض إنسان ضائع يحاول القيام بظهر كسير.. لا تعلم يا طارق.. فالأيام ستبدي لك ما كنت جاهل.. تناسى على وجه السرعة وفاء، فقد أستطرد في ذهنه خطيبته طفوف.. حينها يسقط خائرا منهوك.. لتعود أدمعة تسح من مؤقه كميازيب مواسم المطر البارد.. ووجهه الغائم مثل الأسير المدفون تحت سرداب مفعم بأنفاس كاتمه.. يلوع الحزن من طارق.. يصرخ بصمت!.. لقد مللت من حزنك.. هيا أتركني، كيف له وهو يجري في نبض عروقه الذابلة باصطبار؟ كيف له وهو يتشهقه مع كل نفس؟! يمسح أدمعة الساخنة بزهد ثقيل.. يحرص على عد الدموع، لكي يغترف منها ذات يوم أسود..
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم



كلما تجرأ طارق هو وامه ببتسامه نُثر عليهم سواد

الحزن اليائس دائماً والحالم بكابوساً عادماً ..

.. اخي .. إبداااع ..

وفقت




:) جاري الإستمرار lZZZZZZZZZZZZZl :)




تقبل مروري
تحايااي
 
رد: أول قصة كتبتها :)

مساء الخير جميعا.. أشكركم على المتابعة :)

في منتصف الليل والسحب تتحشّد في السماء المُلبدة.. والفضاء مشحونٌ بصمت رهيب .. صمت ينتظر اصطكاك الغيوم.. غرق القمر في لجة السحب الحمراء.. فجأة ظهر سوط سماوي أضاء خلف أركام السحب.. ودوي رعد رهيب يجلجل في سماء لا نهاية لها..
تدفق المطر غزيرا، منبثقاً من سماء تنوء بالعنان، مختزنة ماء عذب نقي.. أما طارق فما زال حانقا يصطبر بامتعاض ظهور شمس الصباح.. بينما الليل يواصل تراكمه ببعضه البعض.. لم يعد طارق سوى نسمات تتردد بصعوبة بالغة.. والهواء ينفذ من قبوه "حجرته" المعتمة.. واللحظات في حالة الانتظار تمر دائما ببط شديد.. يحاول أن يملئ صدره بالهواء ولكنه يختنق كما لو يغوص في أعماق سحيقة بلا قرار..
هدأ الغيث للحظة، وساد سكون في فضاء بلا هواء بلا نجوم بلا قمر.. والناس هاجعة في منتصف الليل على مضاجعها الوثيرة.. حينها داهم الصبح الغائم ذلك الليل والشمس خلف ركام الغيوم.. حيث الأشياء ضيّعت ظِلالها، فبدت باهتة لا معنى لها.. هبت نسمة أب باردة رغم السحاب المخنوق، أثارت أنتعاش رئته الجافة.. نظر لساعة معصمة.. والوقت يتكتك بثقل كأنه غول يفترش صدره المنهوك.. رفع رأسه ليقع نظرة على الشماعة والثياب مُتدلية كأنها مذبوحة ببلادة.. "لايهم" .. وإنما المهم ذهابي للعمل.. أخذ حماما باردا بعض الشيء وشرب قهوتة الساخنة.. وذهب لعملة الكتابي.. وريثما دخل إلى الشركة إذ إغدودق المطر.. جلس طارق على مكتبة متعبا.. فنظر إليه أحد الموظفين متسائلاً:
- ماذا حل بك يا طارق؟
- تعب..
- الله بعونك..
رجع طارق بظهره إلى الكرسي مُستندا.. حتى غهِب عن عمله.. فجأة ظهرت له صورة وفاء أمام عينه..
- ها!! أرى طارق غافل اليوم..
رد بنشداه:
- لا لا .. تعب بسيط ورأسي يؤلمني .. (ممسكا بصدغيه)
- أتمنى لك الشفاء.. ومدت له بأوراق، وأكوام من التفكير المبهم.. بعدما واعدته بكوب شاي في وقت الاستراحة معا..
بدت مرتبكة جراء جلوسها أمامه.. ولكنها تحاول كبح جماح هذه الربكة بأسئلتها وإظهار البسمة الدبلوماسية المتكررة..
- أشرب يا طارق هذا الشاي .. فالمستخدم (سعد) قد أعده خصيصا لك..
- حسنا، شكرا.. (يرتشف بصعوبة)
- هل لي أن أسألك؟
- نعم .. تفضلي! (يحاول إخفاء إرتباكه مزدرقاً ريقه)
غيرت مجرى سؤالها في لحظة إلى رأي..
- أسمح لي أن أقول لك بأنك شخص غامض وانطوائي بعض الشيء..
أردف كأنه متحديا بدليل:
- لو كنت ذلك؛ لما جلست معك..
- لا .. لم تفهم قصدي.. بيت القصيد هو أنك لم تخبرنا عنك.. مثل اهتماماتك، هواياتك، ..
حتى إننا من نفس القرية ولكن لا أعرف حتى أسمك!!
حقا من يعرف الثاني، من يعرف جاره في هذه الأيام..؟
بدا لسانه متشنجا.. ولكن سرعان ما أطلق الأمراس، لتركض خيول الإحتكار كمهب الريح.. جلسا معا لمدة طويلة ولكنها سرعان ما انتهت بالنسبة لها.. أما هو فكانت الثانية كالساعة.. وخاصتاً عندما تحاصره بنظراتها الساهمة، عندما رحلت عنه.. فض مقعدة وذهب مرة ثانية إلى عمله منهوكا أكثر..

***​
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم

قصة رائعة بحق

من المتابعيين بصمت

جزء مشوق
واااصل


تحياتي
حجنين
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم



اخي .. لوحة مبدعه ومشوقه


في انتظار توابعها :)




تحايااي
 
رد: أول قصة كتبتها :)

أحبائي الاعضاء.. أشكركم جزيلا على المتابعة المستمرة.. أتمنى اني لم أطيل عليكم.. فالنهاية تقترب.. وأليك هذا الجزء

جلس ذات مساء بارد، على نافذته والضوء المتحشرج كالشمعة الذائبة على طاولته تركت سكونا لا يطاق.. مادت به الأرض حتى النثغ وكأن أضواء المدينة ذرى نخيل، ومن خلفها القمر المكتمل بنوره الساطع.. والقرية كالخراب المهجور ينعب فيه البوم.. يجلس في الوحدة حيث الصمت يلفه من عالم الوجود، يقصيه إلى أبعد نقطة في قلبه المسقوم.. ينظر بتكسر إلى حجرته، أضحت كغرف التعذيب المظلمة، حيث الهواء المسموم بأختناق.. والوحشة النفسية هاجعة بأكملها عليه.. ولكن هناك في زاوية فؤاده وميض من شعاع الأمل الذي ينساب كلحن في أوردته المتقطعة تهفو روحة إليه عبر الأثير الهزيل.. نعم هناك.. أي "هي"، تربكة بجنون، تحرك أصراره آنفاً، يصرخ بصمت الجلمود "لا .. لا" الروح لم تبرد بعد الحزن الجاثم بلا هوادة.. نعم روحي هي الحزن.. يلهث في زاويته ذابلاً يطوي الهموم بصبر نافذ.. تدور المواقف بصورها بسرعة.. حتى ناخ في صمت دفين.
أفاق من نومه، وحمل بنفسه إلى العمل، تساقط الغيث كرشاش طهور يغسل الذنوب الأرضية على مهل.. ويغسل أدمعة الساخنة.. أغتسل تحت المطر حتى أنتعش بحيوية.. دخل إلى الشركة مُبتلاً؛ مما أثار ضحك الموظفين.. بادلهم بابتسامه وقال:
- ما أروع المطر يا جماعة.. لقد أرتويت..
ضحكوا معه.. وأكمل خطوة الهادئ، أستوقف يحييها وجسمه يقطر..
- صباح الخير.
- صباح النور.. (تنظر له مبتسمه).. أهلا! ما الذي حل بك؟! لقد أصبحت مثل المظلة.. (ساخرة)
رد عليها بالمثل:
- نعم وجأت أجفف نفسي بالمنشفة (مشيرا إليها).
ضحكا معا.. ولكن سرعان ما هرب لمكتبه..
كم هو ساخر، لم أتوقعه هكذا.. (نعم لربما إنسانه مليء بنور الحياة).. ولكنه ساقط في هوة سحيقة مظلمة ينتظر من ينتشله منها.. رجع طارق إلي البيت ومازالت الرطوبة مختزنة في ثيابة.. مما تسببت له برشحٍ أقعده في البيت، هكذا حصل طارق على إجازة ثلاثة أيام.

بدأت الإجازة وكأنها دهر طويل، طارق مستلقي على سريره وينظر إلى نافذته.. إلى عالمة الثاني.. تدخل نسمات باردة بعض الشيء، تنفذ من خلالها كأنها عبق فواح يملئ الغرفة، يبدل الظلمة بالنور الأخاذ، لملم بجسمه النحيل يقاوم المرض، لينزل إلى الصالة..
- ما هذا؟؟!! (مشدوه ومتفاجئ) ما الذي اتى به إلى هنا؟!! (واقف وكأن على رأسه الطير)
يراه جاثيا على ركبته يطلب السماح.!
- أرجوك يا أم طارق.. سامحيني.. (وتتساقط أدمع التماسيح)
ترد أم طارق بدموع الصمت متسائلة.. (أين أنت يوم .. أنا؟!)
تحرك طارق وأوقفه:
- أنصحك بالخروج من البيت حالاً.. ليس لديك مكان هنا..
أردف له يريد الإستنجاد:
- ولدي طارق، أرجوك سامحني لقد أخطأت في حقكم..
أجاب عليه بسرعة حازمة:
- وها أنت تعيد الخطأ.. أنت غريب عن هذا البيت منذ دخولك فيه.. هيا أذهب..
لم يستطع التحمل .. وجوههم القاطعة تزيح كل دراما فاشلة.. يزداد لهاثه المحموم ويصرخ في وجههما:
- كلاكما ناكرا معروف.. الويل لكما، الويل لكما.. دلف من البيت وهو يعربد..
تلاحق طارق أمه قبل أن تنهار..
- أمي.. ما الذي جاء به؟
- قال لي بأنه فُصل من عمله منذ شهر، وهو غارق في الديون..
- فأراد ان يرجع؟! يرجع لنا، أم لنفسه ولأمراضه، يريد أن يسرقنا ويخدعنا.. والأدهى من ذلك يقول "معروف" أيضاً..
أين لياليه الحمراء.. أين تلك الضحكات الماجنة التي يطلقها بين جدران الحي.. يعود لمن؟؟ أطلق زفره مرت فيها كل الصور الفاسدة بتفاصيلها المقيته.. تريه نهاية العربدة والفسق.. نعم هذه نهاية كل من لم يمشي على السراط المستقيم (سراط الحق) الله يعينه على كل حال.. أناخ طارق وهو يتمتم يالبسملة.
أفاق العليل من نومه بسبب طرق بابه يفتح الباب، فتفاجأ بسلة زهور أمه تحملها..
- صباح الورد .. أنظر من الذي أتى..
طلت وفاء بخجل أحمر فيها وجنتيها..
- أهلا وسهلا بالآنسة وفاء..
- أهلا.. أتمنى لك الشفاء العاجل..
- شكرا..
خرجت أمه لتحضر بعض الشراب..
- أهلا وسهلا، تفضلي بالجلوس..
- لا؛ أرجو المعذرة.. لقد جأتك في وقت الاستراحة وأنا في عجلة من أمري.. وبالمناسبة الكل يفتقدك هناك، وبالنيابة.. يسلموا عليك، ويتمنوا إليك الشفاء العاجل..
- أشكرك على مجيئك، وأشكريهم نيابتاً عني أيضاً.
ذهبت مسرعة..
جاءت أمه متسائلة:
- أين هي؟
- لقد هربت.. (وعلى ملامحة بسمة)
رنت له مبتسمة وأردفت:
- أصبحت مهماً هذه الأيام، زميلة، وورود؟! (مازحة)
- لا لا تتعبي نفسك.. بالتفكير حتى، أنا موضوعي إنتهى قبل أن يبدأ.. العمر كان مع طفوف وأنتهى معها.. تتحشرج الكلمات كلما ذكر طفوف.. نعم طفوف.. تلك الملاك التي رسمت له أحلام مذهبة بخيوط الغيوم مغزولة.. تلك التي جعلت لي الدنيا فرح وطموح وإرداة.. يعدما كنت مرمياً في قارعة طريق العمر.. أنا أنتهيت عندما توفيت ،، القطار فات.. وصفيره لا يُسمع.. هناك بعيدا، على مد البصر.. حيث أحتل الضباب كل شيء.. فصارت بيضاء ليس لها معنى.. باهته.. الحسرة تضرم في صدر أمه مثل نار الهشيم؛ كلما تراه مغموماً.. كل هذا العمر الشبابي يا طارق.. يضيع .. لا .. من حقك ان تعيش يا ولدي، أن تصارع كل زوابع هذه المتاهات المظلمة.. تترك له الغرفة مع صرير الباب الموحش.. فيتلاشى الضوء، وينغلق كل شيء .. كل شيء..

***​
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم


دوماً نتواصل
معك اخي بتصفيق حار

ودعوة الى التواصل



تحياتي،،
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم والرحمه




كادت الأفدار ان تهزم والقيود تتفكك بشأن ذاك الحقير الكاذب
الذي ما زال يلاحق طارق وامه لأجل مصلحةٌ ما ..

فـ يا ويل منه وإليه المصيــر

وجاءت باسمه لتلـك الفتاه زميلة طارق بالعمل تتمنى له بالشفاء
سرعان ما فرحت الأم لأبنها فأخذ طارق امه بالحديث الآتي يائساً
من حياته ..


اخي .. قصه لها واقعيه جذابه :)

واصـــل .... ونحن من يتعبك





تقبل مروري
تحااياي​
 
رد: أول قصة كتبتها :)

أشركم أحبتي على المتابعة .. ولكم الجزء قبل الأخير..

تحياتي..

كانت رياح الشتاء قارسه.. لا تكفُ عن الولولة وهي تجوس الأزقة في هدوء طيفي.. داخلتاً إلى غرفته فترعشه قشعريره نافضة تقعده من ذهولة، وبحركة سريعة يسمك بغطائه البارد ويقبله عليه، تنحصر أنفاسه بين الظلام وتفكيره المبهم.. حيث تستعيد الروح بداية إنسلاخها من عالم الملكوت.. تطوف الأيام وهو على نفس الحال، نفس الروتين، نفس الوجوه.. نفس كل شيء، يتفحص الأشياء ليدرك كنهها، ليداري حياته بالشكل المعقول.. ليفرمل ايام حياته وليخطو إلى درب الأمل الموعود بأمانيه، نعم أمانيّ وأحلامّ التي مازالت تدك حصون الكآبة.
الزميلة وفاء تقحم حياتها من أجل روحٍ تائهة من أجل مريض وهمّ، على رفات أحلام متآكله، أفاق من نومه كالعادة، يذهب دون أن يكمل فطوره.. فتوبخه أمه خوفاً على صحته التي بادت تتدهور..
- أجلس يا طارق وأكمل فطورك.. (ناهره)
- أنا في عجلة من أمري..
- يهرب من البيت مسرعاً إلى عمله بعدما تحسن من الرشح.. يجلس على مكتبه مستعداً لحركة أصابعه على آلة الكتابة؛ فالعطلة أنسته بعض أماكن الحروف.. بينما هو جالس إذ دخلت وفاء وعطرها يتوغل في الصدور..
- يا أهلا وسهلا.. الحمد لله تبدو بخير..
- مرحباً.. أشكرك (بانت أساريره مغتبط)
- كيف أحوال الوعكة، أظنها أختفت أليس كذلك؟
- نعم.. على فكره.. أشكرك على باقة الزهور..
- ولو.. لا شكر على واجب يا طارق.
- لدي طلب أتمنى أن توافقي عليه..
- حسناً، تفضل..
- هلا تناولنا الغذاء معا هذا اليوم؟
ترددت في البداية ولكنها وافقت على طلبه.. ففي قراره نفسها كانت تنتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر.. تنتظر هذا الموعد الجنوني.. دخل ماهر عليهما..
- أهلا بالحبيب (مبتسماً كعادته)
- يا هلا ماهر..
- الحمد لله على سلامتك، واهلا وسهلا إلى مكتبك..
- الحمد لله..
أعطاه بعض الأوراق وأوكله بمهام متفرقه..
- أراك لاحقاً.
- حسناً، جداً.
رنت له مبتسمة بوجهها البشوش..
- وأنا أيضاً.

رحلت عنه تاركتاً ازدراد ريقه يرتفع.. يعد هذا التحدي في ضرب المواعيد، فمواعدة فتاة بالنسبه لديه أكبر من هدم صروح كآبته..
تجول في نفسها أسئلة كثيرة وعلى رأسها.. طارق يعزم على ملاقاتي.. غريبة؟!!
بينما طارق منتكس على آله الطابعة منهكا، إذا صاح الهاتف برنين قوي.. غير مألوف.. أجاب المنادي..
- ألو مرحبا.
- مرحبا.
- أنت الأستاذ طارق؟
- نعم..!
- نعم.. أنا محمد عزيز من المستشفى العام.. وأكلمك بخصوص امرأة أسمها نجلاء الحصيني.. من سكنه الحي القديم.. هل أنت ولدها؟
أرتعشت فرائصه من كلامه الذي أخترق قلبه مباشرة..
- نعم .. (يزدرد ريقه بخوف)
- نريدك أن توافينا المشفى بسرعة..
- حسنا، حسنا..
إنطلق مثل السهم.. ينهب المسافات نهباً إلى أمه.. وصل المستشفى منهوكا والقلق أستحوذ على انفاسه اللاهثه، يسأل موظف الاستقبال لدى وصوله، فيرشده إلى الطابق الرابع.. يركض على السلالم.. صعودا.. يدخل الدهليز بسرعة ويتوجه إلى الغرفه وقد أمتلأت بالحركة والاطباء من حولها مع الممرضين.. إلتفتت إليه الممرضه، فبادرت بإخراجه من الغرفة.. أقلقته الحركة الدائمة، والستائر تحجب الرؤية.. يتحرك ذهابا وأيابا يتنظر على وجل.. بعد لحضات تأتي الممرضة ووجهها لا يوحي بأي نتيجة مرتقبه..
- أمك متعبه كثيرا.. لا تستطيع رؤيتها حاليا.. ولكن يمكنك زيارتها غدا..
- حسنا.. ولكن مما تشكو؟؟
- أصابتها سكته قلبيه.. بسبب اضطرابات في الأوردة؛ فانهارت على الفور.. ولكن حالتها تحسنت بعض الشيء..
- شكرا ( يتلفظها بذهول تكاد لا تسمع)
تسمر في مقعده.. كيف ذلك؟!! لم تكن تشكو من شيء في صحتها، كانت بأفضل حال حين غادرت هذا الصباح.. (يا رب شافها.. وعافها من مرضها .. يا رب)..
يتذكر أنه ترك عمله وراءه بدون أذن.. يتصل بسرعه إلى ماهر، ليخبره عن خروجه وسببه، يعفيه ويآزره في محنته، ويوعده بزيارته في أقرب وقت.. يغلق السماعة، والحزن والانشداه أخذ منه مأخذاً.. متعباً منهار.. أمه طريحة الفراش.. والرواق خالٍ، والشمس تخترق النوافذ باعثتا أمل المرضى.. راجين الشفاء العاجل..
الوقت يمر حتى دقت الساعة الثانية ظهرا.. الكل يذهب إلى بيته يطلب الراحة والطعام.. بينما طارق مرميا على الكرسي بوجوم متكسر.. تهرع وفاء إلى المستشفى بعدما علمت بأمه المريضة..
- أهلا طارق.. ما الذي حدث لوالدتك .. كيف حالها؟؟
- أهلا .. تقول الممرضة بأنها سكته قلبية..
- يا إلهي.. أهي تعاني منه.. وهل هو مرض يزامنها؟
- لا لا.. لم تكن تشكو من شيء ولم تكن عليلة من قبل هكذا.. أنا قلق عليها يا وفاء..
- لا تخف يا طارق.. إن شاء الله تقوم بأحسن عافيتها قريبا.. إن شاء الله..

تترك الصمت للمواساة.. تترك له ساعات سكوت حيث الصمت يلفه من عالم الوجود .. وجهه الغائم بشرود قلق.. تركت لحضات كأنها آلاف السنين.. يسند ظهرة إلى الكرسي وينظر إلى جدار الممر.. أنا أتذكره .. هنا كانت طفوف في هذا الطابق .. كانت أيام قلائل.. لكن المعاناة نفسها والحب نفسه يتكرر، و بصيغة مختلفة.. كما يشاء.

***​
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم


احداث ما بين التشويق والحزن

نظل نترقب ما ستنقلنا له




تحياتي،،
 
رد: أول قصة كتبتها :)

أشكركم على المتابعة وأعتذر على التقصير، ولكن أعود لكم اليوم بآخر جزء من القصة..

فتح طارق جفنه المتعب بسبب الدكتور الذي ربت على كتفه لإستيقاظة..
- طارق...
يصحو من قيلولته عند الساعة السادسة في وقت الغروب..
- هل من مستجد؟!
- نعم يا طارق.. (إنا لله وإنا إليه لراجعون) .. أمك.. أمك توفيت (متردداً)
وأكمل:
كانت تنازع الموت لفترة طويلة.. ولكن ..
أتاه الخبر كالصاعقة.. أسكتت أنفاسه، فاغر الفاه..
أمي توفيت!!؟ لا يصدق من هول الصدمة.. تلتحم الغصة الخانقة بالدمع؛ فتسح عيناه ثقالا.. يتحرك بثقل إلى الغرفة حيث هيا نائمة ممددة.. والشحوب المصفر قد على وجهها، لم تكن هناك أنفاس ولو متردده تعيد له أمه لم تكن هناك أجهزة تحاكي حالتها على الأقل... ينكب عليها نائحاً، والدموع تتساقط على وجهها الغائم..
- أماه أجيبيني..!
يترك الصمت المهيب، الجاثي على المكان، مساحات تملؤها أنفاس متقطعة بأمل رجوع الزمن للوراء.. يمسك الطبيب بكتفيه يحاول أبعاده.. ينتشله من أمه قبل أن تنهار حالته، يحاول تهدئته بالمواساة والعزاء.. أصبح يتيما، نعم أصبح طارق وحيداً ومرمياً على قارعة الطريق.. من يعيد لأمي الروح، من يرجعها للحياة.. يترجى الطبيب..
- أرجوك أعد الأجهزة عليها.. علها تعود.. (عيناه غارقتان في لجة بحر من الحزن والأمل)
- أمك توفيت يا طارق.. ما فائدة الأجهزة في جسد غادرته الروح..
بدت الشمس في وقت الغيب بلون مشرب بالحمرة القانية.. وكأنها تسيل أنهر من الدموع الفياضة.. كأنها تحاكي قلبه وتخبره كم هي حزينة أيضا..
كل يوم هي تبكي، كل يوم تفل في وقت الغروب.. تترك كل أراضيها التي سطعت عليها ضوئها بحب..
تسري الحقيقة في دهاليز أفكاره المعتمة، في أمانيه المرجوه.. ألن تعود أمي مره أخرى؟؟ ذهبت ولن ترجع؟؟ (الأجوبة عمياء وحدها الأسئلة ترى) يغادر المستشفى والحزن أكل روحه حتى دارت بة الأرض.. يجلس في البيت حيث الظلام يملئ الغرف.. كل الغرف، ليواسي صدره المحموم.. طلع البدر مخسوفا، حزين اطله يبتسم له بفتور باهت.. يأتي النقر على الباب كمنبه قوي.. يفتح الباب، ليرى ماهر فاتح باعه، يحتضنه بالمواساة، حس ماهر بصدره وحزنه المشوب بضباب ساخن.. يسري إليه في هدأة الليل.. لم يمكث ماهر إلا دقائق معدودة.. ليتركه يتلوى في عذاب ذبحات البكاء النفسية.. ليفقد كل من كان معه.. لينام في غيبوبة لايستيقظ منها إلا عندما تزهق روحه الضائعة..

&تمت&

19 أغسطس 2003 ، الثانية عشرة والنصف ليلاً..
حسين مبارك.
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم


رائعه ..
بالرغم من ان النهائة كانت حزينه جداً ..

الا انني اصفق لك بحراره اخي ..
ندعوك الى التواصل ..


وفي ارتقاب ما هو جديد منك
فلا تتأخر او تحرمنا منه ..




تحياتي،،
 
رد: أول قصة كتبتها :)

السلام عليكم




نهايتهــا حزيــنه جداً كـ مثل ما بدأت

بالأم وابنها وانتهت بـِ سلسلتها الإنطوائيه

حزناً وألما ...

اخي .. دام نبضك واعياً ..
وزاهرا


فيما ارنو احرفك الابجديه النيره ..




تقبلي مروري هذا
تحايااي​
 
رد: أول قصة كتبتها :)

صباح الخير :)

أشكر كل عضو شارك برد، وتفاعل مع الموضوع، وشكر خاص لمشرفة القسم الادبي اشراقة الامل، ومشرفة القسم العام أوتار حزينة.

كما أعتذر إلى جميع القراء الاعزاء لمثل هذه النهاية التي لم تكن في مستوى المرسوم في مخيلتهم الادبية.

وأن شاء الله أأتي أليكم بجديد (قديم) كتاباتي..

أخوكم حسين مبارك.

سلامي..
 
رد: أول قصة كتبتها :)

رائع ماخطاه قلمك

وطرح موفق

باارتقاب قادمك الاجمل






مـــــــ تحياااااتي ـــــــع
 
عودة
أعلى