نُسْخَةٌ مِنْ رِسالَةِ أَصَمٍّ أَبْكَمٍ إلى قابضِ روحِه :
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مَلَكَ المَوْت ، حينما تَنْوِي قَبْضِي .. انْزَعْني بكاملي وَ دَعْ عَنْكَ أُذني ! إنَّها أُذُنٌ بِلا روح ،
وَفَمِي كذلك لَمْ يُرْزَقِ النُّطْق ، عِشْتُ بإحْساسٍ مُتَوَقِّدٍ ولكنَّهُ سَجينُ اللاقُدْرَة ،
كُنْتُ أتَوَسَّلُ للَّيْلِ أنْ تَنْقَشِعَ العُزْلَةُ عَنْ مَسْمَعي ، وأسْتَغيثُ بالريح أَنْ تنْفَخ في أَحْبالِ حَنْجَرَتِي،
بلا جَدْوى ، لكَ أن تَسْألَ سَيِّدَتي الزَّهْراء عَنْ جُنونِي بابْنِها ،
اسْألْها عن تَشْكِيلَةِ أَحْرُفِهِ الـ أَدْمَنْتُها عَياناً ، فلَيْتْ شِعْري أنْ أُجَرِّبـها سماعاً ولو لِمَرَّة ،
وامُنْيَتاه !! أريدُ أَنْ أَسْمَعَ شَكْلَ الحُروف، أريدُ أن أشَمَّ صَوْتَ الكَلِمات ،
أُريدُ أَنْ أُسْرِفَ في النِّداءِ بها حَتّى أبْتُرَ صَوْتي بِنَفْسي ، أُريدُ أَنْ أُمارِسَ الصَّخبَ بها حَتّى أَخْلَعَ سَمْعي بِنَفْسي ،
أُريدُ أَنْ أُمَزِّقَ هذا البُؤس ، أُريدُ أَنْ أُفَتِّتَ هذا العَجْز ، أُريدُ أَنْ أَحَطِّمَ رأسَ المُسْتَحيل ،
أُريدُ أَنْ أُهْرِقَ دَمَ الفاقة ، أريدُ أن يتفتّح المَشْرِق و المغربُ في رأسي ، حقاً .. أُريدُ أَنْ لا أُريد !!
يا مَلَك المَوْت ، إنني وإِنْ أَدْرَكْتُ المُنى لَنْ أدْرِكَ الخُلود ، ولكِنَّ احْتِكاكِي بِصَوْلَجانِ خِدْمَتِهِ (عليه السَّلام)
سيُمَغْنِطُ عَمَلِي بِثَوابٍ دونَ نُقْطَةِ زَوال ، فادْعُ معي حين تَقْبضُني كَفّاك ..
أن يُشاركَني في قليل حسناتي رِجالٌ عَرِفوا بِحَقِّهِ (عليه السَّلام) وناصَروا شُعوريَ المَكْبوت
،
فمنهم "الأكـــرف" بحَنْجَرَتِهِ عَوَّضَ نَعْيِيَ المُكَمَّم ،
و منهم "حسام يسري"
بهَنْدَسَتِهِ السَّمْعيَّة عَوَّضَ أُذُنَيَّ الذّابِلَتين ، كم أفرَحَني ذلك التَّعويض إلا أنَّ
"السيد علي النجار"
بإخراجِهِ البَصَريّ اخْتَرَقَ العادَةَ وتولّى المُضاعفة بدل التَّعويض
، بزمالةٍ مع مدير التَّصوير "صادق السماك" ،
وبمُثابَرَةٍ من مُدير الإنتاج "علي الغاضرية" الذي فَضَّل الأَكْرَفُ مُناداته بالغاضِرِيَّات ،
وبمُشاركة من الفنانين التلفزيونيين القديرَيْن "محمد الصفار" و "سامي الرشدان" ،
هؤلاء جُلُّ أَعْمِدَة العَمَل ذكَرتُهم عَدا صاحب الكَلِمات ، الحالُ خاصَّة ..فـ "واثق العيساوي"
قد أَقْصَى العَمَلَ عَنِ الشُّعَراء وَجَعَلَهُ "بلا كلمات" !، اللهم عِدْهُم بنُزول الرَّحمة الآتِية كما يَعِدون بِنزول العمل القادم
من هنا ....كليب بلا كلمات